Translate

السبت، 28 يوليو 2018

قصة في واقعنا الفيسبوكي 
 يحكى أنه كانت في قديم الزمان مدينة تملك من الأنهار والحقول ما يهب لها كل ما تحتاج إليه ..فلم تعرف يوما الجوع و الحزن ..غير أن الناس الذين يسكنون في بيوتها كانوا يحبون الكلام ..فلا يعملون سوى القليل .. و ما تبقى من وقتهم يضيع في الكلام ..و حدث في يوم من الأيام أن وفد إلى المدينة رجل يقطن في قمة جبل ..فأخبر أنه أبصر جرادا لا يحصى عدده يطير متجها نحو مدينتهم ..فسارع العديد من أهل المدينة إلى إلقاء خطب طويلة تشكر للرجل إنذاره ..
و شرعت المدينة تستعد لمجابهة الجراد :نظم الشعراء قصائد تذم الجراد و تهدده بالهلاك .و أنشد المغنون الأغاني التي تمجد قوة المدينة و تعرب عن كراهيتهم للجراد ..ونقب البعض في الكتب القديمة ذات الأوراق الصفراء عن براهين تثبت أن الجراد مهزوم لا محالة .. وابتُكرت ثياب جميلة كي يرتديها من يريد محاربة الجراد و كُتبت بالطباشير على جدران الأبنية كلمات تسخر من الجراد .وعُقِد اجتماع حضره معظم أهالي المدينة .و تكلم فيه خطباء يملكون ألسنة طويلة ..فتدفق من أفواههم سيل من الكلمات .. و شتموا الجراد بحمية : الجراد تافه '' ..الجراد قبيح '' ..
 و نهض رجل عجوز اشثُهِر بفصاحته و رصانته و وقاره .. فقال : إذا أردنا أن ننتصر على الجراد .. فيجب أن نعرف أولا .. لماذا أتى الجراد إلى مدينتنا '' ..
#الخلاصة
 قيل إن الجراد أتى عقابا ..و قيل إن الرياح هي التي تحمل الجراد حيث تشاء .و أقبل الجراد بينما كان أهل المدينة منهمكين في الجدال ..و كان كل فريق يحاول أن يثبت صحة رأيه بمختلف الوسائل ..و احتل الجراد المدينة .. و لم يرحل عنها ..و لا يزال يأكل العشب و سنابل القمح و أوراق الأشجار إلى يومنا هذا .. وهم لايزال يتجادلون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجع 2020 المنجل