Translate

الأحد، 23 ديسمبر 2018

#صحيفة_العرب ، الصمت الأممي والدولي يرسخ الدور التركي في #ليبيا

تحمل التوجهات التركية حيال الكثير من الأزمات التي تنخرط فيها أنقرة الكثير من الألغاز، فسياساتها تتجاوز الحدود الظاهرة للحفاظ على الأمن القومي، حسب خطابها المعلن نحو تبرير الانخراط في كل من العراق وسوريا، لأن تدخلاتها السافرة في الأزمة الليبية كشفت عن وجوه تتجاوز ذريعة الأمن القومي.

تتدخل أنقرة بجرأة متناهية في ليبيا البعيدة عن حدودها منذ اندلاع أزمتها قبل نحو ثمانية أعوام، من دون أن تواجه بلوم واضح من المجتمع الدولي، ما جعل جهات سياسية كثيرة تعتقد أن الممارسات التركية تتوافق مع أجندات دول أخرى وتتقاطع مع كتلة معتبرة من تقديرات أنقرة في #ليبيا.

ما تقوم به تركيا لو أتت به عاصمة أخرى لكانت النتائج مختلفة من قبل المبعوث الأممي إلى #ليبيا غسان سلامة، الذي يتشدّق بالبحث عن توفير الأمن والاستقرار لطرابلس وغيرها، ويغض الطرف عن المتسببين الحقيقيين في الفوضى، ويجتهد في البحث عن ثغرات يضمن بها مستقبل آمن للتيار الإسلامي في ليبيا.

الأربعاء الماضي، تم الإعلان، للمرة الثانية، عن ضبط سفينة أسلحة كبيرة قادمة من تركيا لتسليمها إلى الميليشيات النشطة في ليبيا، اكتفت بعثة الأمم المتحدة بتغريدة عبر تويتر، قالت فيها إن “التقارير الواردة عن شحنة كبيرة من الأسلحة وصلت إلى الشواطئ الليبية مثيرة للقلق، ليبيا بحاجة إلى السلام، وليس للمزيد من الأسلحة”.

لم يتحرك سلامة أو المجتمع الدولي في المرة الأولى عندما كشف حرس السواحل اليوناني في بداية العام الحالي، معلومات عن ضبط سفينة قادمة من تركيا ترفع علم تنزانيا متجهة إلى مصراتة في ليبيا، مليئة بالمواد التي تُستخدم في صناعة المتفجرات.

سمع العالم تحذيرات فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، على هامش مؤتمر باليرمو للأزمة الليبية في نوفمبر الماضي، ولم يتحرّك أحد لمحاسبته على تصريحات تخلو من اللياقة الدبلوماسية، وحملت تهديدات مباشرة ترمي إلى منع الوصول إلى تسوية سياسية، بعدها بأيام قليلة، أعادت الكتائب المسلحة تنظيم عناصرها وكادت طرابلس تدخل نفقا جديدا من الفوضى.

لم تعد أصابع تركيا في ليبيا خافية، لكن البعض يتعمّدون تجاهل دورها، لأنهم يتفقون مع أهدافها ويرتاحون إلى دعم الميليشيات، ويريدون إرباك المشهد إلى حين اتخاذ قرار في مصير الحل النهائي، وخلق واقع يجعل القوى الإسلامية رقما رئيسيا في المعادلة الليبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجع 2020 المنجل