صحفية براديو فرنسا الدولي: المخابرات الفرنسية والغربية والقطرية كانت موجودة في الجبل الغربي قبل الهجوم على طرابلس في 2011
أبدت الكاتبة الصحفية بإذاعة فرنسا الدولية، هدى إبراهيم، استغرابها من الضجة التي أُثيرت حول اكتشاف أن الفرنسيين الذين حاولوا التسلل من ليبيا إلى تونس ليسوا دبلوماسيين وأنهم من المخابرات، معتبرة أن ذلك أمر عادي في ظل ما تمر به ليبيا من أحداث، حيث تدفع بالعديد من اجهزة الاستخبارات للتواجد في أقرب نقطة للحصول علي معلومات تحتاجها استخبارات هذه البلدان.
وأوضحت إبراهيم، في مقابلة لها على فضائية “فرانس 24″، ، أنه بمتابعة تصريحات الناطقة باسم الرئاسة التونسية، فلا نجد نفيًا قطعيًا لصحة هذا الخبر، لكنها قالت أنه يمس بالسيادة التونسية، وكذلك فرنسا أيضًا اعتبرت ذلك، وقالت إنه يمس سلامة السفيرة الفرنسية في ليبيا.
وتساءلت الكاتبة الصحفية، هل خبر لصحفي ناشط يحاول أن يصل إلى أقرب نقطة للحقيقة، ولواقع ما يجري، هو ما يعرض أمن أشخاص أو أوطان للخطر، أم ما يجري في هذه الأوطان وعلي تراب تونس أو ليبيا؟، مشيرة إلى أن هذا هو السؤال.
وحول المهام التي أوكلت لهذه العناصر في ليبيا، أشارت إبراهيم، إلى أن التصريحات الليبية من الداخل الليبي، ومن طرابلس تحديدًا، تؤكد أن هذه العناصر للمخابرات الفرنسية، كانت في مدينة غريان، وكانت تقوم بأعمال رصد، وتجسس، واستطلاع، ومساعدة لقوات حفتر، وأنهم موجودون من قبل أن تبدأ معركة طرابلس في 4 الطير/أبريل الجاري، لافتة إلى أن هذا ما تقوله المصادر الليبية، وتنفيه قطعيًا المصادر الفرنسية.
وتابعت إبراهيم: “نحن لا نستطيع أن نعرف حاليًا أكثر من ذلك، لكني هنا أيضًا أشير إلى سابقة في التاريخ الحديث لليبيا، وفي قصة موازية لهذه القصة، بأنه بات معروفًا اليوم وأمرًا لا يستطيع أحد أن يجادل فيه، أن المخابرات الفرنسية كما العديد من أجهزة المخابرات، كانت موجودة في الجبل الغربي في ليبيا، قبل الهجوم علي طرابلس في 20 هانيبال/أغسطس 2011، وكان أيضًا هناك ضباط قطريين شاههدتهم بأم عيني في مدينة بنغازي، وضباط ألمان، وكثير من أجهزة الاستخبارات، فلماذا يثير هذا الخبر الكثير من الضجة”.
وأوضحت إبراهيم، أن سياسة المحاور والداعمين، خرجت من تحت الطاولة الي ما فوق الطاولة، فالذي كان أمرًا مخبئًا في الماضي صار الآن على الطاولة وبشكل علني، مشيرة إلى أن الجميع يعرف أن هناك محور قطر وتركيا، الذي يساعد الميليشيات، وحكومة السراج بشكل واضح وعلني، بالعتاد، وبالسلاح، وبكل الإمدادات اللازمة، مؤكدة أن حكومة السراج، تصرف لهذه الميليشيات المال اللازم لهذه الحرب.
وأكملت إبراهيم، بأن هناك محور السعودية، الذين أيضًا يزودون بالأسلحة والاستخبارات، والمساعدات اللوجستية اللازمة، للجانب الذي تمثله قوات الكرامة، بقيادة خليفة حفتر، مؤكدة أن هذه هي سياسة الاستقطاب، وسياسة المحاور، وأن كل طرف لديه أشخاص موجودة على الأرض أو في الجوار، تعمل لكي ينتصر على الآخر.
ولفتت الكاتبة الصحفية، إلى أن هذه الحرب، كما كل الحروب الأخيرة في المنطقة، هي حرب اقتصادية، لأن الجهة التي ستفوز وتخرج رابحة من هذه المنطقة، هي التي ستمنح عقود النفط، في هذا البلد الذي يحتوي على أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، كما ستحصل على عقود كثيرة في مجال الدفاع وفي كل المجالات.
وكشفت إبراهيم، أن الأوروبيون الذين تم إيقافهم لبعض الوقت مع الفرنسيين، لم يتم الإفصاح عن هويتهم، لكنهم يتبعون أجهزة استخبارات أوروبية، مشيرة إلى أن هناك أجهزة استخبارات أخرى ناشطة، مبينة أن هذه الأجهزة تنشط أيضًا في ليببا، وعبر كل المحاور التي يمكن الدخول منها إلى هذا البلد، لافتة إلى أن تونس فاض بها الكيل من كثرة هذه الأجهزة التي تستخدم الأراضي التونسية للعبور.
وأوضحت إبراهيم، أن الجميع يعلم أن أمن ليبيا من أمن تونس، وأن تونس وليبيا شعب واحد في بلدين، وأن هذه مسألة تخص السيادة التونسية، ومن ثم فتونس يجب أن تقول كلمتها، مختتمة بأن هناك تسريبات لجوازات سفر لبعض المشاركين في هذه العملية، وهذا يعني أن هناك جهات أخرى تونسية، كانت تريد لهذا الأمر أن يخرج للعلن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق