Translate

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

#امراة_تشتهي_الجنس
اذ كنتُ جالسة أرتشف قهوتي بسلام في أحد مقاهي بيروت، سمعتُ، لسوء حظي،الشابين الجالسين الى الطاولة المحاذية يتهامسان، بنبرة تراوح بين الاحتقار المعلن والانجذاب المضمر، حول المرأة الجميلة الجالسة قبالتنا، قائلين: "هذه من دون شك شهوانية تحب الجنس".
سمعتهما وفكّرتُ: امرأة تحب الجنس؟ يا للهول! هول المعصية. هول الوقاحة. هول الفضيحة. هول العار. امرأةٌ تحب الجنس؟ يا عيب الشوم!
صدّقتموني؟
طبعا لا.
بل فكرتُ: امرأة تحب الجنس؟ هنيئاً لها. هذا يعني أنها حيّة. أنها طبيعية. أنها صادقة. أنها ليست جثة. أنها ليست معقدة. أنها تدرك أن جسدها ملكها، وأن لها أن تتمتع به كما تشاء. أنها لا ترى نفسها لقمة سائغة في فم الذكر، ولا لحمها هدية له. أنها تأخذ، ولا تكتفي بمنح ذاتها كهبة أو كآلة.
يقول بعض الرجال (والأنكى، بعض النساء أيضاً): "هذه امرأة تحب الجنس"، بنبرة الإهانة أو الشتيمة أو التهمة. يقولونها وكأنهم يبصقون في وجه المرأة المعنية. هؤلاء، أنفسهم، يصرّون على الارتباط بقديسة (أو من يتوهمون أنها قديسة) ويروحون يبحثون عن العهر المشتهى بين أذرع اخريات. هؤلاء، انفسهن، هنّ من يمارسن الجنس مع أزواجهن وكأنه سخرة أو مهمة شاقة (على غرار الجلي أو تنظيف المنزل)، ثم يشتكين سرّاً من الحرمان والقمع والكبت.
تلك هي ثمرة قيمنا وتقاليدنا. هذه هي نتيجة رياء المجتمع ونقاق الانظمة وقمع الاديان البطريركية.
لأمثال هؤلاء الخبثاء والخبيثات أقول: أحبوا أجسادكم بدل ان تحتقروها. تحدوا ثقافاتنا الغارقة في الجهل والفصام والتخلّف والتكاذب.
لأمثال هؤلاء أقول: تبحثون عن العيب؟ ما تروحوا لبعيد. هو فيكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجع 2020 المنجل