تاقرفت نيوز

في ذكرة أول هزيمة للبحرية الأمريكية ...

في مثل هذا اليوم 31-10-1803 تمكن البحارة الطرابلسيون من أسر السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس فيلادلفيا USS Philadelphia" في واحدة من أشهر وأكبر عملياتهم، كانت هذه العملية واحدة ضمن سلسلة عمليات تضمنت حصارا وعمليات حربية بحرية وقبضا على السفن فيما عرف بـ"الحرب البربرية الأولى First Barbary War" وتهدف إلى إرغام يوسف القرمانلي باشا طرابلس على تخفيف شروطه وضرائبه ووقف ما عرف بأعمال "القرصنة" بحسب ماتعتبره أمريكا

وقد استطاعت البحرية الطرابلسية من أسر الفرقاطة الأمريكية فيلادلفيا، بعد كمين محكم قام به الريس محمد زريق بواسطة زورق سريع، حيث قام باستفزاز الفرقاطة بالقرب منها فحاولت اللاحاق به حتى استدرجها إلى منطقة ضحلة على بعد ميلين تقريبا من الشاطيء، فعلقت هناك حاول القائد بينبردج تخفيف وزن السفينة برمي الأسلحة وبعض المدافع وكثير من الأشياء لعلها تجعل السفينة ذات العمق 4.11م تحت البحر تتحرك ولكن بلافائدة، قامت الزوارق الطرابلسية بالهجوم على السفينة وبعد مقاومات عديدة استسلمت للبحارة الليبيين.

شكلت الحادثة صدمة لدى الكونغرس وقادة الأسطول الأمريكي اذ أن يوسف باشا قد حصل على سفينة من الطراز الأول، وأسر عددا ضخما بينهم قباطنة بارزون، وهو ما استدعى اعطاء الاوامر باسترجاعها أو على الأقل حرقها في أسوء الحالات وتحت أي ظرف، وهو ما حدث بعد أسابيع اذ تمكنت فرقة امريكية من حرقها خفية واعتبر حرقها لدى الأمريكيين عملا "بطوليا" وألهم مخيلة كثير الرسامين.

كتب الكابتن وليام بينبردج وهو في الأسر إلى وزير البحرية الأمريكية يقول:
( تقهرني الظروف وتجبرني على الكتابة إليكم عن أسوأ خبر رأيته في حياتي وأنه لمن المؤلم أن أقول أن هذا الخبر هو فقدان الباخرة فيلادلفيا التي كانت تحت قيادتي .. وكم أتمنى أن يغفر لنا الجميع هذه الكارثة التي لا يمكن وصفها)

.....

(لم يسبق لي أن شعرت بالخزي مثلما شعرت الآن لتصرف مندوبينا بالخارج بعد خسارة "فيلادلفيا".. يبدو أنهم يظنون أننا هزمنا جميعا وأنه ليست في حوزتنا أية معدات .. اذ أنهم أخذوا ينادون ويستجدون المساعدة من سائر أنحاء أوربا وكأننا عالة نحيا على المعونة)

رسالة الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون إلى وزير حربيته روبرت سميث يعبر فيها عن سخطه من تصرفات بعض المسؤولين الأمريكيين حيال حادثة فيلادلفيا

صورة لوحة لفيلادلفيا وهي تحترق، هذه لوحة لويليام هوف تصور مشهد فيلادلفيا وهي عالقة في الصخور البحرية بالقرب من طرابلس والزوارق الطرابلسية متوجهة للنيل منها.
وصورة للرئيس الأمريكي توماس جيفرسون ...